رسالة سماحة السيد موسى الصدر بمناسبة عاشوراء والميلاد

رسالة سماحة السيد موسى الصدر بمناسبة عاشوراء والميلاد*

أيها الأحبة، في هذا الوقت سنة 61 هجرية، كان الحسين عليه السلام قتيلاً مع جميع أهله وأصحابه، وكانت أجسادهم المحطّمة على أرض كربلاء،عرضةً لهبوب الرياح الساخنات،مكشوفة لإشعاعات الشمس المحرقة، ولجولات الرمال المتحركة، بينما كانت عائلته وعائلة كل من كان معه سبايا، في أقسى الظروف..
وفي مثل هذا الوقت، كانت تنبت رايات الثورة العاتية، التي عصفت بحكم الطغاة، وزلزلت عروشهم واجتثت آثارهم من الأرض والتاريخ..
فالحسين باستشهاده، صانَ القيم، وبموته أحياها، وبدمه أبرزها، ورسمها على جبين الدهر، ثم أدخلها في أعماق القلوب والعقول بعدما هزّها وفجّرها بالفاجعة..

وفي هذه السنة، تأخذ الذكرى أبعاداً جديدة أخرى، هي من طبيعة التفاعل بين التاريخ والجغرافيا، إذ اقتربت ذكرى استشهاد الإمام الحسين من يوم ميلاد الفادي المسيح عليهما السلام..ذلك اليوم الذي يدفع القيم الروحية الممممة، إلى أعماق النفوس، ويهز المشاعر والضمائر، ذلك اليوم المليء بمعاني السلام بل يوم السلام نفسه... والمسرّة.
إنّ العناية الإلهية، قد رسمت لنا بتوافق هاتين المناسبتين خطةً مفصّلة فيها بنود التضحية بالمصالح الذاتية والفئوية، لتحيا القيم التي وحدَها تجمع وتوحّد وتولد السلام...
والسلام هذا، لقاءٌ تاريخي محتوم بين المسيحيين والمسلمين، لأنّ اللقاء كان تاريخياً محتوماً بين الإسلام والمسيحية، سيّما عندما تظهر الصهيونية في الأفق، لكي تلعب بتراث المسيحية والإسلام معاً وتاريخهما وحضارتهما، وثقافتهما، وقيمهما...

فيا أيها الأحبة، إلى التضحيات، إلى السلام،و إلى الوفاق و التصدي لكل ما يحول دونه أو يشوهه أو يخنقه في مهده..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

* إقتباس من رسالة متلفزة كان قد وجهها سماحته عام 1977 تحت عنوان القيامة اللبنانية.

» سيرة الإمام القائد السيد موسى الصدر
» سيرة الامام القائد السيد موسى الصدر
» فيلم الامام السيد موسى الصدر «منوتشهر محمدی».
» الدور الزينبي برؤية الإمام القائد السيد موسى الصدر
» هل يفتدى موسى الصدر بحفنة من الدولارات ؟؟