قلوب يسكنها الخوف

قلوب يسكنها الخوف . .

يرسم لها معالم الوحشة . .

يجعل لها الأوهام واقعا . .

تجري في الحياة بلا اتجاه . .

تصارع اللا شيء . .

لها فكر هش لا يرقى إلا على دركات التيه .. .

تقتات من سراب الماضي عيشها . .

وتدفن لحظات الحاضر في جب اليأس . .

وتهرب من المستقبل . .

قلوب لم ترتوِ من نهر الإيمان . .

وما ذاقت حلاوة المناجاة . .

أو رطب لسانها الذكر و تعطر بالاستغفار . .

بنى عنكبوت الخوف في عقلها بيته فالوهن في فكرهم و فعلهم ..

متذبذبة مبادئهم وخلف جدر الغدر يختبئون . .

قلوب ضيعت معالم الطريق . .

وما أدركت الحكمة من الوجود والمصير ومعنى الصديق . .

فغاب عنها قوله تعالى:

(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله).

فحرمت الأنس والقرب واللوذ بحماه . .

قلوب عصفت بها رياح الفتن والشهوات فتكسرت أغصانها وجذورها . .

وتهاوت على أرض الدنيا أوراق صفراء لا حياة فيها ولا نفع يرتجى منها . .

قلوب تاهت في فلاة البعد وهجر القرآن فهل لها أن تعود . . ؟

قلوب قطعت بالله اتصالها فكيف لحالها أن يكون . .

قلوب يسكنها الظلام وتلوذ فرارا من النور . .

تدور أعينهم كالمغشي عليه ضياعا في طرقات الأنانية

وسكك الكبر والطغيان . .

يصمون آذانهم عن صوت الحقيقة . .

قلوب يسكنها الخور والضعف ...

فلا خطوات ثابتة لهم على أرض الحياة ولا لآثارهم بقاء . .

يفشلون في التخطيط للفشل . .

قلوب تسكنها رياح الوحشة . .

فهي من الحجارة أقسى . .

تزكم الأنوف روائح أخلاقهم السيئة . .

باردة مشاعرهم بل جامدة . .

يستجدون على أرصفة الزمن مكانا وتاريخا . .

فيموتون بلا هوية أو ذكر . .

قلوب قاحلة جدباء وإن أدمعت أعينهم فهي كالحجارة . .

فياليتهم يعودون إلى الصواب و بآيات الرحمن يسترشدون . .

أليس الحب والإيمان توأمان في رحم الحياة يعيشان . . !!

أليس يجري نهر الصدق في أرواح سجدت لله إخلاصا وحبا . . ! !

أوليس تحت ظلال السكينة تكون قلوب المؤمنين وعلى أرائك الرضى تجلس . .

فياليتهم بآيات الرحمن يلوذون فتهتز جنباتهم قبل أن تهزها سكرات الموت .

اللهم اجعلنا من أصحاب القلوب الطمئنة

شكرا على المرور