فضيلة الحج المبارك

الحمد لله الذي جعل كلمة التوحيد لعباده حرزًا وحصنًا، وجعل البيت العتيق مثابة للناس وأمنا، وأكرمه بالنسبة إلى نفسه تشريفًا ومنّا، والصلاة والسلام على محمد نبي الرحمة، وسيد الأمة، وعلى ءاله وأصحابه الطيبين الطاهرين...

قال الله تعالى: «ولله عَلى النّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ استَطَاعَ إِليهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ فإنِّ الله غَنِيٌّ عَنِ العَالمينَ»
الحجّ من أعظم شعائر الإسلام وأركانه القويمة، و وجوبه على من استطاع من ضروريّات الدين، ثابت بالتأكيد كتاباً وسنَّةً وإجماعاً، وفوائده التربويّة والاجتماعيّة والسياسيّة كثيرةٌ لاتُحصى، ففي مشاهده و مشاعره تتجلّى آيات الله البيّنات، وشوكة الإسلام، وعزّة الدين الحنيف، و نفوذ رسالة النبيّ الأمين صلّى الله عليه و آله، ووحدة المسلمين، وهو أكبر مؤتمر روحاني عالمي يُعقد في كل سنة، يشترك فيه ضيوف الله، ويأتيه أصناف الناس، أبيضهم وأسودهم، يجتمعون على صعيد واحد، لافرق بين عربيّهم وأعجميّهم، كلّهم أمام الله سواء، تظهر فيه المساواة الإنسانيّة الإسلاميّة.
وهو مدرسة عالميّة أخلاقيّة عباديّة، يتعلّم الناس فيها دروس التوحيد والتسليم الخالص لأحكام الله تعالى، والرياضات الروحيّة، والأُخوّة الإيمانيّة، فينبغي لمن رزقه الله تعالى توفيق درك هذه المشاعر والمشاهد الشريفة، وشرف زيارة الروضة النبويّة ومراقد العترة الطاهرة، أن يكون عارفاً بعظيم المنّة من الله تعالى به عليه، شاكراً لأنعم الله عليه، ذاكراً لله تعالى في هذه المواقف الكريمة، لايشتغل بأمر إلاّ بما يقرّبه إليه للفوز بالحسنات، ورفع الدرجات.
فهذه المواطن كلّها مواطن وقف فيه رسول الله تعالى والأئمّة الطاهرين من عترته صلّى الله عليه و آله أجمعين، ومواطن أميرالمؤمنين وسيّدة نساء العالمين عليهما السلام، ومواقف مولانا وولىّ أمرنا صاحب الزمان المهدىّ عجّل الله تعالى فرجه، فالاحرى بالمؤمن العارف أن يغتنم هذه الفرص الجليلة. و يتذكّر شأن سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، المبعوث بديننا الحنيف، وأنّ أحد أركانه هذه المراسم التي يتجلّى فيها روح عبوديّتنا لله تعالى، وتقرّبنا إليه، حيث نطوف حول بيته الطحرام عابدين حامدين داعين مستغفرين.
فانظرو الى جمال هذا الدين في هذه المراسم الجميلة، فسبحان الجميل الّذي أكرمنا بالإسلام، وجعلنا من أمّة محمد صلّى
الله عليه وآله، و جعل القرآن كتابنا، والكعبة المعظّمة قبلتنا.
اللهم أعلِ بناء نبيّنا بناء البانين، وابعثه مقاماً محموداً، يغبطه الأوّلون والآخرون، وصلِّ عليه وعلى عترته الطاهرين، أعدال الكتاب، و سفن النجاة، و أمان الاُمّة من الضلال وأدخلنا في رحمتك، يا أرحم الراحمين.

» بمناسبة عيد الاضحى المبارك
» الفوائد الطبية لشهر رمضان المبارك ..!!
» سبع خطوات لتحقيق ذاتك فيشهر رمضان المبارك
» طلاب المدرسة اللبنانية البرازيلية يؤدون مناسك الحج